أحمد السعدون رئيساً لمجلس الأمة الكويتي ورسائل أميرية حازمة

بقلم غنيم فراج الحسيني تشرين1/أكتوير 20, 2022 199

أحمد السعدون رئيساً لمجلس الأمة الكويتي ورسائل أميرية حازمة

المتتبع لخطاب الشيخ مشعل الأحمد عقب تشكيل الحكومة يرى أنه يحمل رسائل قوية مبطنة وقاسية في نفس الوقت، وذلك بقوله "المناصب إلى زوال ولن يبقى لكم إلا ما تقدّمونه من إنجازات وأعمال".

الشيخ مشعل الأحمد الصباح تعهد بمحاسبة الحكومة في تنفيذ أنشطتها

افتتح نائب أمير الكويت وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، جلسة البرلمان وذلك بعد تأجيلها لمدة أسبوع بسبب غياب الكادر الحكومي، في ظل ما وُصف بـ”بذرة الخلاف الأولى” بين الحكومة والبرلمان على التوافق في إنشاء آلية لانعقاد جلسة البرلمان بعد الفوز في الانتخابات.

وكان الخلاف قد احتدم خلال الأيام الماضية بين الحكومة الكويتية والغالبية العظمى من أعضاء مجلس الأمة المنتخب حديثاً حول موعد أول جلسة للبرلمان الجديد، بعد أن حضر 40 نائباً من المجلس المنتخب المكوّن من خمسين عضواً في جلسة وصفت بـ”الشكلية” و”الرمزية”، من دون حضور الحكومة أو الأمير أو حتى من يمثلهما.

خلال الجلسة الأولى المنعقدة لمجلس الأمة منذ انتخابه نهاية الشهر الماضي، تم اختيار النائب أحمد السعدون رئيساً للمجلس بالتزكية البرلمانية، كونه المرشح الوحيد لمنصب رئاسة مجلس الأمة، وفقاً لنص المادة 92 من الدستور. وبعد أن افتتح دور الانعقاد العادي، تعهد نائب الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح خلال ما أسماه بـ”وثيقة العهد الجديد” بمحاسبة الحكومة في تنفيذ أنشطتها، قائلاً “سأكون أنا شخصيا أول من يقوم بمحاسبة الحكومة في تنفيذ برنامج عملها” وبمسؤولية المواطن أيضاً في محاسبة المسؤولين، مع تشديده الحازم على عدم خروج النواب عن أدب الحوار والاستغراق في توافه الأمور خلال الجلسات البرلمانية.

الجلسة الوزارية التي عُقدت في مجلس الأمة، حددت الرهان القائم بين أعضاء المجلس والحكومة بإشراف أميري من نائب أمير البلاد نفسه

وهذا إن دل إنما يدل على الإجراءات الحازمة التي سيتخذها هذه المرة الشيخ مشعل الأحمد في مواجهة برامج الحكومة، بعد مصادمات متكررة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مؤكداً أن محاسبته للحكومة ستكون قبل محاسبة أعضاء البرلمان أنفسهم.

وكان من المقرر أن تبدأ أولى جلسات البرلمان يوم الثلاثاء الماضي، لكن المرسوم الأميري الذي صدر بعدها بتشكيل الحكومة، قضى بتأجيل الجلسة لمدة أسبوع، وهذا بحد ذاته خطوة منحت رئيس مجلس الوزراء الجديد فرصة أكبر لتأليف حكومة تحظى بدعم نواب البرلمان، بعد أن أعلن غالبيتهم رفضهم الحكومة التي شكلها بعد الانتخابات مباشرة.

لكن المتتبع لخطاب ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد عقب تشكيل الحكومة، يرى أنه يحمل رسائل قوية مبطنة للنواب وقاسية في نفس الوقت، فقوله “المناصب إلى زوال، ولن يبقى لكم إلا ما تقدّمونه من إنجازات وأعمال” يعني أن لا محسوبية ووساطة لكل وزير في استغلال منصبه وزيادة ثروته على حساب الشعب، وإشارة منه إلى أن القانون سيكون مطبقاً على الجميع.

الجلسة الوزارية التي عُقدت في مجلس الأمة، حددت الرهان القائم بين أعضاء المجلس والحكومة بإشراف أميري من نائب أمير البلاد نفسه، وعلى التوافق بين الطرفين في الوصول إلى معالجة العديد من الملفات التي حاولت الحكومة والبرلمان معاً معالجتها خلال السنين السابقة، مثل القضايا المتعلقة بالاقتصاد والفساد.

لكن السؤال الذي سيبقى قائماً، هل ستنتهي الصراعات خلال المرحلة المقبلة من عمر البرلمان الحالي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في دولة الكويت خلافاً للدول الأخرى في المنطقة؟

غنيم فراج الحسيني

كاتب كويتي

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه